في مكان غريب
" للراحلين بلا تأشيرة عودة "
مكان بعيد يخلو من طوابير الانتظار ، ومقاعد الاستقبال ..
نهضت إليه مع ولادة الفجر بلا قهوة ولاسيجارة ،
أجر إليه قدمي أقف به وحدي أتسائل .، كم يلزمني من الصمت لتسمع ؟
وكم طريق هرب عن الأرصفة ..؟
لقد مر قرن وأنا واقفة انتظر ..
أشعر بالاختناق من السماء ، جسدي عاري لا أحد يراني.. لايهم .. فقط سأقف . فقط سأقف .
"وعدت أنتظرك من ذلك المكان الغريب .."
قلت لي يوماً " هنا يا عاشقة يرحلون ثم لايعودون أبداً "
- ولماذا نحن نقف هنا ؟
- لأنني راحل .
- وأنا سأرحل معك ْ .
- لا أنا فقط سأرحل بعيداً .، أنتِ ابقي هنا .
- ولكن
- اششش عاشقة ..
- هل ستعود ؟!
- حمقاء ، قلت لكِ هنا مكان من يرحل لايعود
- لا أحد ينتظر أحد .. لا أحد يعود
- هنا لوحة كبيرة " لاعودة "
- ونوافذ تركوها اليائسون للريح ، أوراق الصحف قديمة جداً ، تواريخ قبل أن نخلق
- لا احد يبقى في هذا المكان .
- لا أحد ..
- عودي حيث يكون قلبكِ وأنا راحل .... "
^^
أتذكر جيداً ، كنت تتحدث كثيراً لم تترك لي شهقة واحدة
أحاول أن أسرق الكلمات من فمك لأنطق بشيء من قلبي
لم يسعفني القدر لأبكي على صدرك وأنام
لم يتركني أبي أرحل معك
لم تسمح لي أمي أرقص لك ، ولم أودعك
لم أسألك أين سأذهب من بعدك !؟
كلهم غرباء من حولي ..
جبناء
خونه
كل الطرق تأخذني إلى صوتك إلى خرائط وجهك
كان عليك أن تسمعني لدقيقة كان عليّ ان أنطق لدقيقة
كنت مريضة بالخوف من لساني ، بضياع كلماتي لا اعرف ان اتحدث بطلاقة ،
بسرعة مثلك تخرج الكلمات قوية ..
سقطت بعد ثاني خطوة وكانت الاولى محاولة فاشلة للنهوض
أنت اول واخر واقدم واحدث سقطة
أكب بوجهي على أوراقي أكتبك كثيراً ثم أبكيك ..
مهما كان القدر لايحمل العودة
لكن أنت ستعود ..
اللوحة تقول بلا عودة
أراها في عيني عودة
لامكان لطابور المنتظرين
أنا سأصنع طابوراً طويلاً من أيامي
وليكن أني حمقاء ..
وليحدث أنك رحلت يوماً
وليصدق قلبي أنك هناك
لكنك تتنفسني وأتنفسك أعلم بذلك جيداً ..
وليكن أني أعشق وهماً
يكفيني أنك في قلبي صدقاً
لينتهي عمري هكذا
مريضة بك كافرة بغيابك .